“حرية الفكر والتعبير” تستكمل نشر سلسلة مقالات قصيرة بشأن الإجراءات الإدارية بالجامعات

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter

في إطار استكمال مؤسسة حرية الفكر والتعبير لما بدأته يوم الأحد الماضي من نشر سلسلة مقالات قصيرة تناقش القرارات والإجراءات الإدارية التي اتخذتها السلطة التنفيذية وإدارات الجامعات الحكومية وجامعة الأزهر من أجل استعادة الاستقرار للمجتمع الجامعي قبل بداية العام الدراسي الحالي ٢٠١٤/٢٠١٥، تنشر المؤسسة اليوم المقال الخامس والأخير والذي يحمل عنوان “المدن الجامعية.. خدمات متردية وتسكين متأخر وانتهاك للخصوصية”.

المدن الجامعية.. خدمات متردية وتسكين متأخر وانتهاك للخصوصية

تعددت تصريحات المسئولين عن إدارات الجامعات بخصوص إجراءات التسكين في المدن الجامعية ومدى جاهزية هذه المدن لاستقبال الطلاب، والاحتياطات الأمنية التي اتخذتها كل جامعة لتأمين المدينة الجامعية التابعة لها، وذلك بعد أن شهدت المدن الجامعية -على غرار مختلف الجامعات الحكومية- أحداث عنف واشتباكات أدت إلى سقوط قتلى بين صفوف الطلاب مما جعل من المدينة الجامعية مكاناً غير آمن على أرواح القاطنين بها من الطلاب المغتربين.

اليوم ونحن بصدد الانتهاء من الاستعدادات الأمنية للعام الدراسي الجديد، والذي ينتظر الجميع أن لا يخرج كسابقه. أعلنت إدارة جامعة القاهرة، يوم الاثنين 15 سبتمبر من العام الجاري، أنها ستقوم بتفتيش دوري على غرف طلاب المدينة الجامعية، وفقاً لتصريحات الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة والتي ذكر فيها؛ أنه من حق الإدارة تفتيش غرف الطلاب في غيابهم وبدون إذن. متعللاً بتصاعد أعمال العنف في الجامعات أثناء العام الدراسي السابق. كما أكد “جابر نصار” على ضرورة التزام الطلاب بتقديم الفيش والتشبيه ونتائج تحليل الخمور والمواد المخدرة ضمن أوراق التقديم للمدينة الجامعية. وتمثل كل هذه الإجراءات المزمع اتخاذها، انتهاك صارخ لخصوصية الطلاب التي كفلها الدستور بموجب ……

وفي جامعة الأزهر تم تأجيل تسكين الطلاب بالمدينة الجامعية بسبب عدم الانتهاء من فحص أوراق الطلاب المتقدمين للسكن. واستكمال الاستعدادات الأمنية؛ وذلك على الرغم من بدأ الدراسة يوم السبت الموافق 11 أكتوبر 2014م. كما طالبت كل من إدارة جامعة الأزهر وجامعة عين شمس وجامعة الإسكندرية الطلاب بتوقيع إقرارٍ بعدم التظاهر داخل المدينة الجامعية، وجاءت تصريحات جابر نصار -أيضاً- على نفس الغرار، حيث أكد أن التظاهر داخل المدينة الجامعية غير مسموح به، وأن الجامعة سوف تخلي أي طالب من المدينة في حال مشاركته بالمظاهرات.

ومنعت بعض الجامعات – منهم جامعتي عين شمس والقاهرة – الطلاب الصادر بحقهم جزاء تأديبي العام الماضي من السكن في المدينة الجامعية، وأعلن رئيس جامعة بنها، عن رفض إدارة الجامعة تسكين 50 طالباً وطالبة بالمدينة الجامعية، بعد أن ثبت تورطهم في أعمال شغب داخلها.

ويزعم رؤساء الجامعات أن هذه الإجراءات الأمنية المشددة جاءت لتكثيف الاستعدادات الأمنية قبل بداية العام الدراسي الجديد، وبالرغم مما قد تتسبب فيه تلك القرارات من تأثير سلبي على العملية التعليمية، إلا أنهم رأوا ضرورة اتخاذها في ظل ما تعرضت له الجامعة من اشتباكات دامية بين قوات الأمن والطلاب العام الماضي داخل المدن الجامعية وداخل أسوار الجامعة بشكل عام. وجدير بالذكر أن المدن الجامعية لجامعة الأزهر شهدت سقوط أربعة قتلى بين صفوف الطلاب جراء الاشتباكات العنيفة التي جرت بين الطلاب وقوات الشرطة، والتي قامت قوات الشرطة على أثرها بالقبض العشوائي على مئات الطلاب. في سياق آخر تعددت حالات التسمم بسبب فساد الغذاء في المدن الجامعية في جامعات القاهرة والأزهر والزقازيق مما أدى لتظاهرات عدة، وتعددت شكاوى طلاب المدن الجامعية بسبب الإهمال وسوء الإدارة، وربما تستمر الشكاوى بالرغم من تصريحات إدارات المدن الجامعية عن المجهودات التي قاموا بها لترميم وصيانة أماكن السكن بالمدن الجامعية.

وترى مؤسسة حرية الفكر والتعبير أن مجمل تلك القرارات تعبر عن انتهاك صارخ لحق الطلاب في الخصوصية وحقهم في التعبير السلمي عن أرائهم وهي الحقوق التي كفلها لهم الدستور وقانون تنظيم الجامعات واللائحة الطلابية وكافة المعاهدات والإعلانات الدولية الخاصة باستقلال الجامعة والحريات الأكاديمية، وتؤكد المؤسسة أن مثل هذه التضييقات قد تتسبب في زيادة حدة العنف داخل الجامعة، خاصة بعد إغلاق كافة النوافذ السلمية للتعبير في وجه الطلاب، وهو ما ينذر بعام جامعي شبيه بالعام الماضي إن لم يكن أسوأ.

محتوى المدونة منشور برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 4.0