وهم انتخابات الاتحادات الطلابية، بالجامعات المصرية التزكية هي أهم معالم العملية الانتخابية بمعظم الجامعات

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter

 

كان يوم الاثنين الموافق 18 أكتوبر ، يوما حافلا في الجامعات المصرية ، حيث نظمت جامعة عين شمس ، حفلا غنائيا للمطرب \”حكيم\” أمام قصر الزعفران ، في حين نظمت جامعة القاهرة حفل DJ ، أمام مبنى القبة ، إلى جانب إقامة معرض لمنتجات الأسر الجامعية ، التي تمارس عملها تحت إشراف رعاية الشباب بالكليات ، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا اليوم هو ذات اليوم المقرر للاقتراع، بصناديق الانتخاب، في انتخابات اتحاد الطلاب، التي حسمت بالتزكية ، بأغلبية الجامعات المصرية .

وقد فوجئ الطلاب يوم الثلاثاء الموافق 5أكتوبر، بفتح باب الترشيح، لانتخابات اتحادات الطلاب، دون أي إعلان مسبق، بعد أن كان من المقرر فتحه يوم الخميس، الموافق7 أكتوبر . وقد أعرب الطلاب عن وجود عدد من العراقيل، التي تعوقهم دون تقديم أوراق ترشيحهم ، وتمثلت تلك العراقيل، في عدة مطالب من إدارة الجامعات، مثل المطالبة، باستمارة 6جند، للحصول على إذن دفع المصروفات، بعد أن كانت تطلب من الطلاب، مع نهاية العام الدراسي، عند إجراء الامتحانات، واستمارة إثبات نشاط، ضمن أوراق الترشيح .هذا إلى جانب بعض الممارسات ، مثل تغيير مكان سحب الاستمارات، ورفض بعض الموظفين المسئولين، استلام أوراق الترشيح من الطلاب، كما قامت إدارات بعض الكليات، بإغلاق خزائن دفع المصروفات، وذلك لمنع الطلاب من تسديد المصروفات، مما يعوقهم عن التقديم للترشيح.

هذا بالإضافة إلى استخدام الآلية الأكثر فعالية مع الطلاب ، حيث لجأت بعض الجامعات للتحقيق مع عدد من الطلاب ، بدعوى مشاركتهم في أعمال تظاهر واحتجاج\” المصري اليوم 22-10-2010 \” ، كما أشارت نفس الصحيفة في يوم 13 أكتوبر إلى أن عمداء كليات بجامعة بني سويف قد أحالوا ، عشرة طلاب من الإخوان إلى التحقيق ، بدعوى توزيع بوسترات موالية للجمعية الوطنية للتغيير . وفي نفس السياق أشارت صحيفة روزاليوسف يوم 21 أكتوبر إلى أن جامعة المنصورة أحالت 24 طالبا للتحقيق من كليات \”الهندسة ،الطب، الصيدلة، والتجارة\”.

وقد استخدمت أيضا إدارات الجامعات، آلية الفصل دون تحقيق ، مثال ،ما تعرض له 25 طالب، من طلاب، جامعة حلوان، من أعضاء إتحاد طلاب العام الماضي، حيث تم فصلهم 15 يوما، وذلك لاعتراضهم على زيادة المصروفات الدراسية، بالعام الدراسي الماضي. (الشروق 19 -10-2010)، كما تم فصل 17 طالب، لمدة شهر، من طلاب جامعة المنوفية، لتعليقهم ملصقات تتضمن شعارات تخص، حملة \”إصلاحيون\” على جدران الكلية. (المصري اليوم 13 -10-2010) . وفى كليتي ،التجارة، والتربية، بكفر الشيخ، تم فصل أربعة طلاب، لمدة أسبوع (روزاليوسف 21-10-2010)، وفى جامعة الإسكندرية، فرع دمنهور، تم فصل خمسة طلاب، من الطلاب المنتمين للإخوان المسلمين، لمدة أسبوع، بسبب حملتهم ، \”هنصلح، وأنت معانا\” وهى الحملة التي جاءت مواكبة للعملية الانتخابية بتلك الجامعة. (المصري اليوم، 22-10-2010) .

 

إلى جانب المعوقات التي وضعتها إدارات الجامعات المختلفة، فقد ساهمت الجهات الأمنية، بنصيب الأسد في إدارة العملية الانتخابية، وذلك عبر استخدام، آلية العنف مع الطلاب، وعمل محاضر ضدهم، حول وقائع وهمية ، بالإضافة إلى اعتقالهم ، وتحويلهم للنيابة، بتهم متعددة منها مزاولة أنشطة تهدف إلى عرقلة العملية التعليمية، والتحريض ضد نظام الحكم،و غيرها من التهم المعدة سلفا ضد الطلاب.

 

أما الطلاب الذين نجحوا بالفعل، في تخطى كل العقبات والعراقيل، التي وضعتها الإدارة أمامهم عند فتح باب الترشيح، فقدت استخدمت معهم إدارات الجامعات، الآلية الأكثر فاعلية، والمتمثلة في الشطب من الجداول النهائية، لخوض العملية الانتخابية، هذا مع حرص إدارات الجامعات، على عدم الإعلان عن الكشوف النهائية، إلا في اللحظات الأخيرة ، قبيل عملية الاقتراع، التي لم تحدث في حقيقة الأمر، في معظم الجامعات،وذلك لاعتماد اتحادات الطلاب، بها، على آلية التزكية والتعيين، وهو ما يعنى ضمنا، انعدام وجود أي ممارسة حقيقة للعملية الانتخابية .

 

حول آلية الشطب، يمكننا أن نشير إلى \”جامعة القاهرة\”، التي تم بها شطب نحو 110 طالب. (المصري اليوم19-10-2010)، وجامعة المنيا، التي تم بها شطب، 145 طالب وطالبة، من الكشوف النهائية. (المصري اليوم18-10-2010)، وفى جامعة حلوان تم شطب 81 طالب (الشروق19-10-2010) وفى المعهد العالي للتكنولوجيا، بجامعة بنها تم شطب، 70 طالبا، ممن تقدموا للترشيح، من بينهم 25 مرشحا، من طلاب الإخوان المسلمين. (الدستور17-10-2010)، وفى جامعة المنصورة، تم شطب 53 طالب . (المصري اليوم13-10-2010) كما تم شطب 8طلاب، من كليتي، الآداب، والعلوم، من طلاب جامعة بنى سويف. (الدستور17-10-2010) هذا بالإضافة إلى شطب6طلاب ، من جامعة طنطا . (الدستور 15-10-2010).

ولمواجهة هذه العملية، فقد لجاء الطلاب، إلى عدد من الآليات، من بينها اللجوء للقضاء الإداري، حيث تقدم 15 طالبا من جامعات \”القاهرة،عين شمس، وحلوان\”، بدعوى قضائية، لمحكمة القضاء الإداري، يطعنون فيها، على قرار استبعادهم من الانتخابات، وعدم إدراج أسمائهم، ضمن قوائم الترشيح، مطالبين بوقف الانتخابات، وتحديد موعد جديد لانعقادها، غير أن محكمة القضاء الإداري، قد أيدت قرار استبعاد الطلاب، الـــــ15 من خوض العملية الانتخابية، مؤكده على أن قرار الجهة الإدارية، يتفق وصحيح القانون، كما رفضت المحكمة، طلب الطلاب بتعديل موعد إجراء الانتخابات، وأكدت على صحة إجراءها في موعدها، كما حددتها، إدارات هذه الجامعات. (الوفد18-10-2010).

 

وإلى جانب اللجوء للقضاء، استخدم الطلاب آلية التظاهر، احتجاجا على عمليات الشطب، التي تمت ممارستها ضد الطلاب. ففي جامعة حلوان، تظاهر عدد من طلاب اتحاد العام السابق، وذلك احتجاجا على شطبهم، وشارك أيضا في هذه التظاهرة، طلاب من حركة مقاومة، إلى جانب طلاب الإخوان المسلمين، وطافوا الجامعة، مرددين هتاف \” يا طلاب الجامعة، تعالوا راح نكشف لكم المستور، أصل السرقة، بقت في الجامعة، والحرامية، بقت في النور\” ( المصري اليوم 18-10-2010)، في إشارة منهم لما قد تم من ممارسات سلبية ، تتعلق بالفساد المالي، من قبل بعض موظفي، إدارة رعاية الشباب، في ميزانية، اتحاد الطلاب، خلال العام الدراسي الماضي .

 

وفى جامعة القاهرة، نظم طلاب الإخوان المسلمين، معرضا بكلية دار العلوم، يضم عددا من الرسوم الكاريكاتيرية، التي تنتقد العملية الانتخابية في مجملها، بما تتضمنه من عمليات شطب وتزوير، إلى جانب تنظيم وقفة احتجاجية، أمام مبنى رعاية الشباب، بكلية التجارة، رفع فيها الطلاب، عدد من اللافتات الصغيرة، تضم عدد من الشعارات : \”أشطبونا كمان، وكمان، هي دي حقوق الإنسان\” ، \”قالوا مين إللى زورها، أمن الدولة، ولا عميدها\” ، \”زوروها كمان، وكمان، أحنا صحينا ، ومش هنام\” ، \”بص وشوف، أمن الدولة، بيعمل إيه\” ، \”لا …. لا للتزوير\” ، \”لا للظلم.. لا للتزوير\”. كما رددوا أيضا هتافات : \”يا عميد، يا عميد، إحنا طلبة مش عبيد\” ، \”يا عميد التجارة، قولي شطبت، الطلبة ليه ، ولا ده قرار، مش بإيديك، ده قرار، أمن الدولة، فرضه عليك\”.

 

 

وفى جامعة الزقازيق، نظم مئات من الطلاب والطالبات، وقفة احتجاجية، مطالبين بحقهم في انتخابات نزيهة، ووضع الطلاب، كمية من الكوسة، تعبيرا عن تزوير الانتخابات، كما قام أحد الطلاب، بتكبيل يديه، وتكميم فمه، دلالة على القمع الأمني. (الشروق15-10-2010)

وفى جامعة طنطا، تظاهر نحو 7 آلاف طالب وطالبة، للتنديد باستبعاد زملائهم، من الترشيح، في الانتخابات، واتهم الطلاب، إدارة الجامعة، بالسماح للتدخل الأمني، في العملية الانتخابية. (المصري اليوم13-10-2010).

 

وبصفة عامة فقد عمت التظاهرات والاحتجاجات، جامعات القاهرة، وعين شمس، وحلوان، والإسكندرية، وطنطا ، والزقازيق، وبنى سويف، والمنصورة . وكلها في مجملها ، تندد بالتدخل الأمني، في شئون الجامعات، والتعسف الإداري، من قبل إدارات الجامعات، واستخدام آلية الشطب، إلى جانب العديد من المعوقات ، السابق الإشارة إليها.

 

أما عن أهم معالم ، نتائج العملية الانتخابية ، لاتحاد الطلاب بالجامعات المصرية، للعام الدراسي، 2010-2011، فقد كانت التزكية، سيدة المشهد .

ففي جامعة القاهرة، حسمت الانتخابات، بالتزكية، في 17 كلية، وفى جامعة أسيوط، حسمت بالتزكية، في 16 كلية، وفى جامعة المنوفية، حسمت بالتزكية في 20 كلية، من 22 كلية، هم إجمالي عدد الكليات بالجامعة. (الشروق21-10-2010) أما جامعة الإسكندرية فقد حسمت بالتزكية في 20 كلية، وأجريت في 7 كليات . (المصري اليوم 15-10-2010) وفى جامعة حلوان، حسمت بالتزكية في 13 كلية، وأجريت في خمس كليات. (الجمهورية 19-10-2010) وفى جامعة عين شمس، حسمت بالتزكية، في عشر كليات، وأجريت في أربع كليات فقط . (الشروق21-10-2010). وفى جامعة الفيوم، تشكل اتحاد 14 كلية، وهم يمثلون إجمالي ،عدد كليات الجامعة، بالتزكية . (الجمهورية 18-10-2010).

 

هذا وقد حرصت \”مؤسسة حرية الفكر والتعبير\”، على تسجيل بعض المشاهدات في عدد من الجامعات، يومي \”فتح باب الترشيح، و إجراء الانتخابات\”، وكانت في مجملها، مشاهدات تنم عن أن انتخابات الاتحادات الطلابية، ما هي إلا عملية وهمية تماما، حيث أن الغالبية العظمى من طلاب الجامعات، لا يدركون شيئا عن سير العملية الانتخابية، حتى أن العديد منهم ، لم يدركوا في يوم الاقتراع، أن هناك انتخابات تجرى، أما الطلاب الذين سعوا للترشيح، وأغلبهم من طلاب الإخوان المسلمين، وبعض التيارات السياسة الأخرى، فقد تعرضوا لتلك العراقيل السالف ذكرها ، وفى النهاية، فإن قوائم الاتحادات الطلابية، ما هي إلا قوائم معدة سلفا، من قبل أمن الجامعة، بالاشتراك مع موظفي رعاية الشباب.

وإن كانت \”مؤسسة حرية الفكر والتعبير\” ، تعرب عن أسفها البالغ إزاء تلك الممارسات، التي تفرغ العملية الانتخابية، من مضمونها، فهي في ذات الوقت، تؤكد على أن تلك الممارسات تؤثر سلبا على إمكانية قيام الجامعة ،كمؤسسة تعليمية، بحثية، بدورها في المجتمع . لذا فإن المؤسسة تؤكد على ضرورة العمل على تطوير اللائحة الطلابية، كما تؤكد على أهمية وجود الجامعة، كمؤسسة مستقلة، بدون الحرس الجامعي، ومن ثم إجراء كافة العمليات الانتخابية ، داخل المؤسسات الجامعية، سواء الخاصة بالطلاب، أو أعضاء هيئة التدريس ، بشفافية تامة، يكون للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، على حد سواء، الحق في الإشراف التام، عليها، بمختلف مراحلها.

 

محتوى المدونة منشور برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 4.0