تدين مؤسسة حرية الفكر والتعبير قرار اتحاد طلاب كلية العلوم بجامعة القاهرة – والذي حصل على أغلبية المقاعد فيه طلاب الإخوان المسلمون – بعدم صرف ميزانية فريق المسرح بالكلية وإعلان إيقاف العرض، بزعم أن العرض المسرحي الذي يعمل عليه الفريق لا يتناسب مع قيم وفكر طلاب الكلية. وتعتبر المؤسسة أن هذا القرار يدق ناقوس الخطر حول سيطرة ورقابة الاتحادات الطلابية علي الأنشطة الطلابية، وتدخلها الصارخ في محتوى هذه الأنشطة تحت زعم عبارات مطاطة تخضع لمرجعية التيار السياسي والفكري المسيطر على الاتحاد، أو تخضع لانحياز طلاب الاتحادات وتفضيلاتهم الشخصية.
تعود خلفية الأحداث عندما حدث خلاف بين اتحاد طلاب كلية العلوم وبين أعضاء فريق المسرح حول الميزانية المخصصة لتمويل العرض المسرحي \” سمع هس\”، وبالرغم من قبول الفريق بتخفيض ميزانية العرض إلى نصف المبلغ المقرر، إلا أن طلاب الاتحاد اشترطوا حضور أحدى بروفات العرض قبل صرف الميزانية، وقرروا بعدها عدم الصرف نهائيا بدعوى أن مضمون العرض لا يليق بكلية العلوم، ويحتوي على مشاهد \”لا تليق بقيم ولا بفكر طالب كلية العلوم \”، كما أنها تحتوي على ألفاظ خارجة لا يمكن قبولها، وقرر الاتحاد وقف نشاط فريق المسرح، لحين قيام اتحاد الطلاب باختيار نص جديد يمثله الفريق، وإلا سيتم إلغاء نشاطه لهذا العام.
إن اتحاد طلاب كلية العلوم مارس بشكل فج رقابة على النشاط الفني بالكلية، وذلك وفقا لمعاييره الذاتية غير المتفق عليها بين عموم الطلاب، كما أن هذه الرقابة تعد اعتداء صارخ على حرية ممارسة النشاط الطلابي، و تتنافى مع حرية الإبداع داخل الجامعات، وحق الطلاب في التعبير الحر عن آرائهم ووجهات نظرهم المختلفة، وتؤكد مؤسسة حرية الفكر والتعبير على رفضها القاطع لكافة أشكال الرقابة على الأنشطة الطلابية، كما تؤكد على ضرورة التصدي لمثل هذه القرارات السلطوية التي تسعي لإحكام السيطرة على الأنشطة الطلابية من جديد .
ومن الجدير بالذكر أن هذا الإجراء تم وفقا لنص المادة 331 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات والتي تنص على \”يجب إخطار مجلس اتحاد الطلاب بأي نشاط طلابي قبل إقامته بمدة لا تقل عن 3 أيام للتنسيق مع الأنشطة الأخرى، ويجوز لمجلس الاتحاد بأغلبية الثلثين رفض إقامة أي نشاط في حالة مخالفته لأهداف الاتحاد المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية ويتم إبلاغ وكيل الكلية أو المعهد ونائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب (بحسب الأحوال) لاتخاذ ما يلزم لإيقاف النشاط\”، وهى المادة التي حذرت منها مؤسسة حرية الفكر والتعبير من قبل باعتبارها تفتح الباب لفرض القيود على النشاط الطلابي بالجامعات، من خلال نقل سلطة الرقابة على الأنشطة من إدارة الكلية أو الجامعة إلى الاتحادات الطلابية، وتترك السلطة الرقابية تلك لأهواء وميول واتجاهات التيار الفكري أو السياسي المسيطر على اتحاد الطلاب، وترى المؤسسة أن تخوفها الذي عبرت عنه من قبل من تطبيق هذه المادة المقيدة للحريات الطلابية ، أصبح اليوم واقعا بعد قرار اتحاد طلاب كلية العلوم، وهو ما يجب الانتباه له حتى لا نجد الأنشطة الطلابية تحت يد رقيب جديد . فإطلاق حرية العمل الطلابي الفني والثقافي والسياسي هو مكسب لا يجب التراجع عنه تحت ضغط أي سلطة رقابية سواء كانت اتحاد طلاب أو إدارة جامعية.
شهادة أحمد رضا النجار، الطالب بكلية العلوم بجامعة القاهرة ونائب رئيس فريق المسرح بالكلية